إسلامنا للجميع
هل تريد التفاعل مع هذه المساهمة؟ كل ما عليك هو إنشاء حساب جديد ببضع خطوات أو تسجيل الدخول للمتابعة.

إسلامنا للجميع

( نرحب بأعضائنا الكرام ونتمنى المزيد من المشاركات الفعالة مع تحيات ابو محمد )
 
الرئيسيةأحدث الصورالتسجيلدخول

 

 الخشية من الله وقصة الغامدية

اذهب الى الأسفل 
كاتب الموضوعرسالة
ابومحمد
Admin
ابومحمد


المساهمات : 92
تاريخ التسجيل : 14/03/2008
العمر : 55

الخشية من الله وقصة الغامدية Empty
مُساهمةموضوع: الخشية من الله وقصة الغامدية   الخشية من الله وقصة الغامدية I_icon_minitimeالأحد 25 مايو 2008, 3:00 pm

كأني بها وقد أقبلت على رسول الله الخشية من الله وقصة الغامدية Salla-icon بخطىً ثابتة, وفؤادِ يرجف وجلاً وخشية, رمت بكل مقاييس البشر وموازينهم, تناست العار والفضيحة, لم تخشى الناس, أو عيون الناس, وماذا يقول الناس؟ أقبلت تطلب الموت, نعم تطلب الموت, فالموت يهون إن كان معه المغفرة والصفح, يهون إن كان بعده الرضا والقبول, يهون إن كان فيه إطفاء لحرقة الألم, ولسع المعصية, وتأنيب الضمير (يا رسول الله أصبت حدًا فطهرني) عندها يشيح النبي الخشية من الله وقصة الغامدية Salla-icon عنها بوجهه, فتقبل عليه وتقول: يا رسول الله أصبت حدًا فطهرني, أُراك تريد أن تردني كما رددت ماعز بن مالك, فوالله إني حبلى من الزنا, فقال: ((اذهبي حتى تضعيه)) فولت والفرح يملأ قلبها, والسرور يخالط نفسها أن نجت من موت محقق؟ وردها رسول الله, كلا, بل لم يزل الهم يعترك في فؤادها وسياط الخوف تعلو هامة تفكيرها.

ويمر الشهر والشهر, والآلام تلد الآلام, فتأتي بوليدها تحمله: ها أنا ذا وضعته فطهرني يا رسول الله, فيقول البر الرحيم: ((اذهبي حتى ترضعيه فتفطميه)).

فعادت بابنها الرضيع, فلو رأيتها ووليدها بين يديها, والناس يرقبونها عجبًا وإكبارًا, والشيطان يسول لها ويزين أن تلك فرصتك, وقد قمت بما عليك, والنبي الخشية من الله وقصة الغامدية Salla-icon ردك مرارًا, وترجع به, وحولين كاملين, كلما ألقمته ثديها, أو ضمته إلى صدرها زاد تعلقها به وتعلقه بها, وحبها له, فهي أم, وللأم أسرار وأخبار.

وتدور السنة تعقبها سنة, وتأتي به في يده خبزة يأكلها, يا رسول الله قد فطمته فطهرني, عجبًا لها ولحالها! أي إيمانٍ هذا الذي تحمله, ما هذا الإصرار والعزم, ثلاث سنين تزيد أو تنقص, والأيام تتعاقب, والشهور تتوالى, وفي كل لحظة لها مع الألم قصة, وفي عالم المواجع رواية, فيدفع النبي الخشية من الله وقصة الغامدية Salla-icon الصبي إلى رجل من المسلمين, ويؤمر بها فتدفن إلى صدرها ثم ترجم, فيطيش دم من رأسها على خالد بن الوليد, فسبها على مسمع من النبي الخشية من الله وقصة الغامدية Salla-icon, فقال عليه الصلاة والسلام: ((والله لقد تابت توبة لو تابها صاحب مكس لقبلت منه))[1].

إنه الخوف من الله, إنها خشية الله ترتقي بالنفوس فلا ترى لها قرارًا إلا بجوار الرحمن في جنة الرضوان.

إنها الخشية لم تزل بتلك المؤمنة حين وقعت في حبائل الشيطان, واستجابت له في لحظة ضعف, نعم أذنبت, ولكنها قامت من ذنبها بقلبٍ يملأه الإيمان, ونفسٍ لسعتها حرارة المعصية, نعم أذنبت ولكن قام في قلبها مقام التعظيم لمن عصت, فتحشرجت في صدرها سؤالات, كيف أعصيه وهو المنعم الخالق! كيف أعصيه وهو الرازق الواهب؟ كيف أعصيه وقد نهاني؟ كيف أعصيه وقد كساني وآواني؟! فلم تقنع إلا بالتطهير وإن كان طريقه إزهاق النفس وذهاب الحياة.

أعوذ بالله من الشيطان الرجيم: الخشية من الله وقصة الغامدية Start-iconوأزلفت الجنة للمتقين غير بعيدالخشية من الله وقصة الغامدية Mid-iconهذا ما توعدون لكل أواب حفيظالخشية من الله وقصة الغامدية Mid-iconمن خشي الرحمن بالغيب وجاء بقلب منيبالخشية من الله وقصة الغامدية Mid-iconادخلوها بسلام ذلك يوم الخلودالخشية من الله وقصة الغامدية Mid-iconلهم ما يشاؤون فيها ولدينا مزيدالخشية من الله وقصة الغامدية End-icon [ق: 31 ـ 35].

قال الحسن: "إن الرجل ليذنب الذنب فما ينساه, وما يزال متخوفًا منه حتى يدخل الجنة" رواه البخاري ومسلم واللفظ له.

عن عائشة رضي الله عنها قالت: "ما رأيت رسول الله الخشية من الله وقصة الغامدية Salla-icon مستجمعًا ضاحكًا حتى أرى منه لهواته, إنما كان يتبسم قالت: وكان إذا رأى غيمًا أو ريحًا عُرف ذلك في وجهه, فقالت: يا رسول الله, أرى الناس إذا رأوا الغيم فرحوا رجاء أن يكون فيه المطر, وأراك إذا رأيته عَرفتُ في وجهك الكراهية؟ فقال: ((يا عائشة, ما يُؤمنني أن يكون فيه عذاب, قد عُذب قوم بالريح, وقد رأى قوم العذاب فقالوا: الخشية من الله وقصة الغامدية Start-iconهذا عارض ممطرناالخشية من الله وقصة الغامدية End-icon)) [الأحقاف: 24] [2].

في مصنف ابن أبي شيبة عن العباس العِّميِّ رحمه الله قال: "بلغني أن داود عليه السلام قال: سبحانك تعاليت فوق عرشك, وجعلت خشيتك على من في السموات والأرض, فأقرب خلقك إليك أشدهم لك خشية, وما علم من لم يخشك؟ وما حكمة من لم يطع أمرك؟".

من خطبة للشيخ مازن التويجري
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
https://islamona4all.mam9.com
 
الخشية من الله وقصة الغامدية
الرجوع الى أعلى الصفحة 
صفحة 1 من اصل 1
 مواضيع مماثلة
-

صلاحيات هذا المنتدى:لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى
إسلامنا للجميع :: المنتدى العام-
انتقل الى: